رنا احمد مشرفة
تاريخ التسجيل : 12/02/2011 العمر : 35 المشاركات : 119 تقييم النشاط : 238 الجنس : mms :
| موضوع: الطفل ائناء غياب الام السبت فبراير 19, 2011 8:40 am | |
| الطفل اثناء غياب الأم
لقد كانت الامهات في عقود خلت ملازمات لاطفالهن لدرجة التفرغ, حيث لم يكن عالم الوظيفة قد دخل الى عالم المرأة, ولكن عقد الستينات القرن الماضي كان بداية للاقبال على الوظيفة من قبل المرأة, حيث ان الاسرة انذاك اصبحت بحاجة الى اكثر من مصدر للدخل.. وتزايد هذا الاقبال الى ان بلغ المنافسة الشديدة للرجال على الوظائف سواء كانت حكومية ام خاصة.. وقد ازداد بشكل ملحوظ ترك الامهات لاطفالهن خلال العقود الثلاثة الاخيرة إما للعمل او للنشاط الاجتماعي واحياناً السفر أو المرض.. واياً كان سبب الغياب, فإن آثار هذا الغياب على نفسية الطفل في مراحل نموه الاولى.. هي اثار سلبية. فالطفل دائماً بحاجة الى رعاية وجدانية, تماماً كحاجته للطعام والشراب.. فالحب والاهتمام ينميان شخصيته ووجدانه. والام هي اهم شخصية في حياة الطفل, خاصة بعد فترة الشهور الست الاولى من حياته, لأنه في هذه الفترة يكون قد تعرّف على امه وميّزها وتعلّق بها, واستأثرت باهتمامه, فاذا حرم من امه بهذه الفترة فإنه سيعاني عذاباً نفيساً, يزيد تبعاً لطول فترة غياب الام. ويظل هذا الالتصاق الوجداني على أشده حتى ينهي الطفل عامه الاول, ثم يبدأ هذا الالتصاق بالتناقص لأن الطفل يبدأ بالاعتماد على نفسه في اشباع بعض ضرورياته.. وكلما كبر فإنه يتقرب اكثر من نفسه بالاعتماد عليها.. وكلما بدأ يبتعد عن أمه الى حد ما. ففي غياب الام يشعر الطفل بفقدان الطمأنينة ويعاني من الوحدة مهما اجتمع حوله من افراد اسرته الاخرين.. او الاتراب, لأن الأم هي الأهم في حياته. ولما كان من المستحيل منع الام عن التغيب عن طفلها بالانقطاع عن العمل, فإن تدريب الطفل منذ الصغر على تحمل المشقة بسبب هذا الغياب يصبح امراً ضرورياً, ولا بد للأم ان تدرب ابنها على تحمل ذلك.. وان تشرح له سبب غيابها بشكل مقنع خصوصاً حينما يتعلق الامر بزيادة مصدر دخل الاسرة, وان تشرح الام لطفلها انه كلما زاد دخل الاسرة كلما تحسن المستوى المعيشي لها, وان الطفل سيحصل على ملابس والعاب افضل وعلى غذاء احسن.. فحينما ترتبط بذهنية الطفل بأنه سيتمكن من شراء الالعاب التي يرغبها وكان محروماً منها.. فإنه سيبدأ بتفهم غياب امه بالعمل.. ويصبح قادراً على فهم الظرف الاجتماعي والاقتصادي لاسرته. وعلى الام أن تهيئ لطفلها اموراً تشغله وتخفف وحدته.. وذلك اما بوضعه في حضانة.. او جمعه مع اصحابه للعب معهم.. او ارساله للجيران حتى لا يبقى اسير الوحدة والعزلة.. بهذا سيعتاد الطفل على غياب امه وسيصبح قادراً على تدبر امره ومواجهة متاعب هذا الغياب.. | |
|