آدم عليه السلام
آدم عليه السلام هو أول من خلق الله من البشر و أول إنسان على سطح الأرض خلقه الله من طين و نفخ فيه من روح و أمر الملائكة بالسجود له تحية و تقديرا لا سجود عبادة ، فسجدوا جميعا إلا إبليس اللعين و،فطرده الله من رحمته هو و أتباعه إلى يوم الدين.
قال تعالى: ﴿ وإذ قال ربّك للملائكة إنى خالق بشرًا من صلصال من حمأ مسنون ¦ فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ¦ فسجد الملائكة كلهم أجمعون ¦ إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين﴾ الحجر: 28- 31 .
أخبر سبحانه الملائكة أن هذا البشر الذي خلقه سيجعله في الأرض خليفة، ويكون له سلطان عليها. فيتصرف في مواردها ليجعلها ملائمة لحاجاته، ويكون له فيها نسل، يخلف بعضهم بعضا. فسأل الملائكة ربهم عزّ وجـلّ، بكل عبودية وخضـوع، سـؤال استفهام واستعلام ﴿ قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون﴾ البقرة: 30.
وأراد الله سبحانه أن يبين للملائكة بعض ما لا يعلمون من حكمته في خلق آدم، فعلّمه أسماء الأشياء، وطلب من الملائكة أن ينبئوه بها، فلم يعرفوا، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿ وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ¦ قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم ¦ قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم، قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون﴾ البقرة:31 - 33.
أدخل الله آدم و زوجته حواء (التي خلقها الله من ضلع بجانب قلب آدم عليه السلام) الجنة فتدخل إبليس و كان سببا في خروجهما منها.
خروج آدم من الجنة:
. وتمضي القصة في القرآن الكريم: ﴿ وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدًا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ¦ فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّّ ولكم في الأرض مستقرً ومتاع إلى حين ¦ فتلقّى آدم من ربه كلمات فـتاب عليـه إنه هو التواب الرحيـم﴾ البقرة: 35-37.
وفي سورة الأعراف: ... ﴿ فوسوس لهما الشيطان ليُبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ¦ وقاسمهما إنى لكما لمن الناصحين ¦ فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربُّهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدوّّ مبين ¦ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين ¦ قال اهبطوا بعضكم لبعض عدّو ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين﴾ الأعراف: 20 - 24.
والوسوسة هي الصوت الخفي المتكرر. وقد استخدم الشيطان مكره ليُظهر لآدم وزوجته ما سُتر عنهما من عوراتهما، وأخبرهما -كاذبًا- أن الله سبحانه نهاهما عن الأكل من الشجرة لئلا يكونا ملكين، أو يكونا من الخالدين الذين لا يموتون. ومعنى ﴿ فدلاهما بغرور﴾ : فأنزلهما عن رتبة الطاعة إلى رتبة المعصية بما غرّهما به من القَسَم، فالتدلية: إرسال الشيء من أعلى إلى أسفل. ﴿ وطفقا يخصفان﴾ : شرعا يلصقان من ورق الجنة ورقة فوق أخرى على عوراتهما لسترها.
لقد كانت معصية آدم عليه السلام نسيانًا منه، لا تعمدًا في مخالفة أمر الله. قال تعالى: ﴿ ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما﴾ طه: 115. واستغفر ربه، فتاب عليه واجتباه، كما قال سبحانه: ﴿ ثم اجتباه ربُّه فتاب عليه وهدى﴾ طه: 122.
ذرية آدم. بعد أن خرج آدم وحواء من الجنة أنجبا قابيل وهابيل، وكانت حواء تلد توائم وكان التوأم يتزوج توأمة أخيه لكن قابيل لم يرض بتوأمة أخيه، إذ إن توأمته كانت أجمل منها وأرادها لنفسه، وقدم كل واحد منهما قربانًا، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، فسخط قابيل وقتل أخاه، وتركه دون أن يواري سوءته. فبعث الله له غرابًا يعلمه كيف يواري سوءة أخيه. اقتتل غرابان وقتل أحدهما الآخر، فنقر حفرة بمنقاره ووارى الغراب المقتول. وهنا تعلم قابيل الدرس وحفر قبرًا لأخيه وواراه بالتراب، فهذه أول جريمة قتل ارتُكبت على الأرض.