عندما رأيتُ في عَيْنَيِّهِ ذاكَ البَريق
إستَنزَفَتْ بِداخِلي الكَلمات
وَمِن تَحتِ رَماد الأَيامِ
شَبَّ فِيَّ الحريق
دوّت بِعُمْقِ الذاتِ صَرخات
تَأججَّت على زُجاجِ حُبّك
كَأنّها
تُصارعُ الموتَ
تَتَلَهّف عَلى قَشّةِ الغريق
أَقفالٌ أُصبِحُ أنا
خَلفَ ذاكَ الرَّحيق
ألهَثُ خَلفَهُ
أنقَسِمُ أشلاء
على مُفتَرقِ الطَّريق
أحبَبتُكَ يَوماً وَمازلت
أُحِبُّ فيك رُوحٌ ونَبضٌ وَجَسَد
وَعقلٌ وعاطفة
دون تفريق
نُورُكَ الطَاغي أخْجَلَ الشَّمس
فَــ إتخَّذَتْ قَمَرَ السَّماءِ لِدَربِها رَفيق
وَإصّطَّفّت الكواكبُ والنُجومُ
تَتَعلمْ
كَيفَ مِن قَرارِها
يَنبُعُ النَّسلَ العَريق
وتَتَكونُ سُلالاتِ المَجد
بِهَمسةٍ تهادَتْ عَلى شِفاهِك
وَنَفَسٌ تَرَّددّ فيكَ
بَيْنَ زَفيرٍ وَشَهيق
تَوارى طَيفُك
وَلَمْ يَتَوارى بَينَ ضُلُوعِي الحَريق
بَل زادَ وَتَشعَّبَ مِنهُ اللَّهَب
تَكَسَّرَت كَلِماتي
عَلى عَتَباتِ الخَيبَه
وَيَدي اليُمنى
تَراجعَتْ وَنَزَلَتْ
قَبلَ إكمالِ الصُّعودِ
لِقِمَّةِ الأندِفاع
مُعلِنَةً تَحيةً
لِلقادم بِدونِ سَبب
لكِنَّهُ رَحَلَ سَريعاً
وبدونِ سَببْ
لَمَّ الأَحلامَ وَ الأَماني مِنْ جانِبَيّ الطَّريق
يا لَيْتَهُ لَمَّ عُمري مَعّه
وَلَمْ يَترُك لَحَظات النَّدَم
تَنهَشُ لَحمي
تُدمي وَفائي
تَسُوقُ رَقَبَتي
تَحتَ حَدِّ سِكِّينٍ
أو حتَّى فَقط
أمامَ المَنجَنيق.