سفينة تايتنك عبرة لمن يعتر

يمـكن كثـير منـا لا يعــلم السـبب الحقيقي وراء غـرق هـذه السفيــنة العمــلاقة
لذلك أحببـت أن أقـدم لكـم القصـة كـاملة و التـي تحتــوي ع السـبب الحقيقي لغرقـها أثنـاء رحلتهـا الأولـى و الأخيــرة مـن لنـدن إلـى أمريــكا




مـا هـي سفيـنة تيتانيــك؟ :


لـم يكن اسـم التيتانك و الـذي يعنـي المـارد ، اسماً مبـالغا فيـه فقـد إتصـفت بثـلاث صفـات لـم تتـوفر بغيـرها مـن السفن و هي: الضخـامة - عـدم القابلية للغـرق - الفخامـة





الضخامـة:

كانـت تيتانـك أضخـم سفينة ركاب شهدها العـالم حتـى الآن حيـث بلـغ وزنـها 52310 طنـاً و بلـغ طولهـا 882 قدمـاً و عرضها 94 قدمـاً ، ويمكنك تصـور هـذه الضخامـة بشكـل آخـر فـتيتانـك يمكـن أن تعـادل فـي إرتفاعـها إرتفـاع مبنـى مكـون مـن أحـد عشر طابقـاً عـلاوة على طولهـا الكبيـر الـذي قـد يعـادل أربـع مجموعات مـن الأبنيـة المتجـاورة






عدم القابلية للغـرق:


كذلك لم يكن هذا المارد قابـلاً للغـرق فـي نظر من صـمموه فهـي ليـست كغيرهـا مـن السفـن حيـث تنفـرد بإحتـوائها عـلى قاعيـن يمتـد أحدهمـا عبـر الآخـر كما يتـكون الجـزء السفـلي مـن السفينـة مـن 16 قسمـاً ( مقصـورة ) لا يمـكن أن ينفـذ منـها المـاء و حتـى لـو غمـرت الميـاه عـلى سبيـل الإفتـراض أحـد هـذه الأقسـام فإنـه يمـكن لقـائد السفينـة و بمنتـهى السهـولة أن يحجـز الميـاه داخـل هـذا الجـزء بمفـرده و يمنعهـا مـن غمـر باقـي الأجـزاء






فـي البدايــة و الدعــاية:


في 10 إبريل 1912 ، ترقب العالم بلهفة ذلك الحدث التاريخي ، وهو قيام السفينة تيتانك بأولى رحلاتها عبر المحيط الأطلنطي من إنجلترا إلى الولايات المتحدة .

لم تكن السفينة شـيئاً هينـاً في ذلك الوقـت بعد حمـلة الدعـاية الكبيـرة التـي قامـت حولـها من كـل جانـب، فقـد أشادت الصـحف كثيراً بذلك الإنجـاز الرائـع الذي حققـه الإنسان وعبرت عنه تلك السفينة العملاقة و التـي قيـل عنها
أنها لا تغــرق!!





الإنطــلاق لأولــى رحلاتـها و أخرهــا أيضـاً:





الاستعــداد للأنطــلاق




فعلى رصيـف مينـاء كويـن ستـون بإنجلتترا كـان الإحتـفال بالغـاً بهـذا الحـدث الكبيـ ، فإصطـف آلاف النـاس مـن المودعيـن وغيـر المودعيـن يتأمتلون بإعجـاب هـذه السفينة العمـلاقة وهـي راسـية فـي المينـاء فـي قـوة وشمـوخ ، والمسافرون - وهم يتجهون إليها - في سـعادة وكبـرياء.

ولا شك أن الكثيرين منهم كان يتمنى في قرارة نفسه ، لو يكون له مكان على ظـهر السفينة ولو لأي بـلد فـي العـالم
: :
: :
و جـاء المـوعـد المـحدد لبـدء الرحـلة، فإرتفـعت الأعـلام، و بـدأت فـرق الموسيقى - المحتشدة على رصيف المـيناء - تعـزف موسيقاها وسـط هتـاف المودعيـن و المسافـرين، و بـدأ صـوت المحـرك يعـلو و يعـلو حتـى أخـذت السفينة تتـحرك لتبـدأ أولـى رحـلاتها وسـط هذا الإحتـفال البهيـج.





و بعـدما صعدنـا مـع ركـاب الدرجـة الأولـى ع متـن السفيـنة سنتوغـل الآن فـيها



ســلالم الدرجــة الأولــى



تمتعـت تيتانـك بدرجـة فائقـة مـن الفخامـة، لـم تتـوفر مـن قبـل لأي سفينأة ركـاب، و يمكنـك تصـور مـدى هـذه الفخامـة و الروعـة إذا عرفـت أن ثمـن تذكـرة الدرجـة الأولـى لهـذه السفينـة قـد يزيـد عـن دخـل أي فـرد مـن طاقمهـا طـوال فتـرة حياتـه!!
و إن كـانت الدرجتـان الثانيـة و الثالثـة عـلى وضـع أقـل مـن الفخامـة إلا إنهمـا تعـدان مـن أفضـل و أرقـى قاعـات السفـر عـن مثيلتهمـا فـي السفـن الأخـرى
فهــي كـانت - تيتانـك - قصـراً متحركـاً فـوق المـاء



مطعـم الدرجــة الأولــى



مطعـم الدرجـة الثـانيـة





ركـــــــــاب تيتانيــك:

سفيـنة الأثــريــاء





جــون جــاكوب أستــور


كولونيل جـون أستور أحـد ركـاب الدرجـة الأولـى يستعـد لصعـود القـطار للتـوجه إلـى ساوث هامبتون




عـائلة لاروش العائــلة السـوداء الوحيـدة التـي كانــت ع متـن تايتــانيـك




ضمـت تيتـانيك على ظهرهـا نخبـة مـن أثريـاء إنجلتـرا و أمريـكا و كـان القـدر قـد إنتقـاهم مـن هنـا و هنـاك، ليجـمع بهم في هذه الرحلـة فكان مـن ضمن هـؤلاء الأثريـاء بـل أثراهـم جميعاً الكونيـل جون جاكـوب أستـور البـالغ من العمر 47 عامـاً، و هـو حفيـد عائـلة أستـور الإنجليزية الشهيرة بتجـارة الفـراء و قـد مثـل جـون بنشاطه التجـاري الضـخم امتدادا لهذه التجارة إلى جانب امتلاكه لعدد
مـن الفنـادق العالميـة و فـي هـذه الفتـرة مـن الزمـان كـان أستـور موضـع أحـاديث كثيـرة خاصـة فـي المجتمـع الإنجليزي بعـد الفضيـحة الكبيـرة التـي تعـرض لـها فقـد طلقته زوجتـه و تـزوج بعـد ذلك مـن فتـاة صغيـرة مـن نيويورك
فـي عمـر أحفـاده فكانت تبلغ مـن العمـر ثمانيـة عشر عامـاً!
و خـلال هـذه الرحـلة كـان أستـور و زوجـته الحامـل - مادليـن - فـي طريقهمـا إلـى نيويـورك بعـد رحـلة شتـوية قـامـا بها فـي مصـر و أوروبـا لكنهما أختـصرا جـزء مـن زيارتـهما لأوروبا و قـررا العـودة سـريعاً للإقامـة فـي أمـريكا بـعد حمـلة التشنيعات التـي واجهـها أستـور خـلال إقامتـه فـي أوروبـا
: :
: :
كمـا ضـمت نخـبة الأثـرياء بنجاميـن جاجينهيـم سليـل عائـلة جاجنهيـم الأمريكيـة ذات النشـاط التجـاري الضـخم فـي استخـراج المعـادن
: :
: :
كمـا كـان هنـاك الثـري المعـروف أزيـدور ستـروس وزوجتـه، و هـو صاحـب أكـبر مجـمع تجـاري فـي العـالم (ميكيز)



و بجانـب هـذه المجموعة السـابقة و التـي تمثـل أثـرى أثريـاء العـالم كـان هنـاك مجمـوعة أخـرى مـن الأثـرياء و لكـن بـدرجة أقـل قليلاً مثـل: الوجيـه الأمثـل أرثـر ريرسون و جـون ثايـر مساعد رئيـس هيئـة السـكك الحديدية بـولاية
بنسلفانيا و تشـارلز هايـز رئيـس مجمـوعة الشاحنات الكنديـة و هـاري مولسن سليـل إحـدى العائـلات الثريـة بمونتريال و التـي تعمـل فـي مجـال البنـوك



و مـن أبـرز طبـقات المجتـمع الإنجليـزي كـان هنـاك سير كوزمو وزوجتـه ليدي دوف جوردن و هو أميـر إنجليـزي ينتمي للعائلة المالـكة أمـا زوجته دوف فهـي مصـممة أزيـاء شهيـرة وصاحبـة أكبـر مجـلات للأزيـاء فـي فرنسـا و الولايـات المتحـدة
: :
: :
و ضمـت - أيضـاً - فـي درجتـها الثـالثـة مجموعـة مـن الطبـقات المتوسطـة و الفقيـرة فـي إنجلتترا و الذيـن استجمعـوا كـل مـا لديهـم مـن أمـوال للسـفر على هـذه السفينـة العجيبـة ليـس فقـط مـن أجـل المتعـة و لكن أيضاً للبحث عـن موطـن أخـر قـد يتوفـر فيـه لهـم مستـوى أفضـل مـن المعيشـة ممـا يلقونـه فـي موطنهـم الأصلي.
و لكـن بطبيعـة الحـال كـان وجـود هـؤلاء الفقـراء شبـه معـزول عـن طبقـة الأثريـاء التـي سكنت فـي تايتــانيـك - كمـا سكنت فـي المجتمـع - الطبقة العليا بأجنحتهـا الممتـدة الواسعـة، بينمـا سكـنت طبقـة الفقـراء الطبقـة السفـلى مـن تايتــانيـك بحجراتهـا الضيقـة القريبـة مـن الضوضـاء و الضجيـج.





الذيـن تخلفـوا عـن السفـر:



كـان مـن الممـكن أن تضـم قائمـة المسافرين على تايتــانيـك مجموعـة أخـرى مـن الأثريـاء و الشخصيـات البـارزة لـولا تخلفهم عن السفر ...

فقـد تخـلف عـن السفـر الثـري المعـروف مورجـان لسـوء حالتـه الصحيـة، كمـا تخـلف عـن السفـر فانديربـلت و زوجتـه و مـن عجـب أنهمـا تخلفـا عـن السفـر فـي آخـر لحظـة قبـل إبحـار السفيــنة بعـد صعودهما بالفعـل إلـى السفينـة هما و خادمهما الخـاص، كمـا تخـلف عـن الرحـلة لـورد بيـري رئيـس شـركة هـارلانـد أنـد ولـف لبنـاء السفن فـي
بلفاسـت و الـذي قـام ببنـاء و تصميـم السفينـة تايتـانيـك لظـروف مرضيـة مفاجئـة و حـل محـله فـي الرحلـة المديـر التنفيذي للشركة





بدايـة جديــرة و رحـلة سعيــدة:



قبطــان تايتــانيـك





بـدأت السفينة تايتــانك رحلتهـا بالفـرح و الأمنيـات الحـلوة استمـرت رحلتهـا عبـر المحيـط علـى هـذا النـحو لأربعـة ليـال كامـلة، و كـل مـن عليـها يستمتـع بأجمـل الأوقـات، كـان الاستمتـاع بجمـال و فخامـة تايتــانيـك بحجراتهـا الواسعة الأنيقـة و مطعمهـا البديـع و ما يحمـل مـن أشهـى المأكـولات المختـلفة هـو نـوع آخـر مـن المتـعة الكبيـرة التـي حظـي بهـا ركـاب السفينـة

: :

و مـن ناحيـة أخـرى كانـت السفينـة تايتــانـك قـد قطعـت شوطـاً كبيـراً مـن رحلتهـا الأولـى بنجـاح و هـدوء تـام، أثبتت فيـه جدارتهـا الفائقـة فـي خـوض البحـار، و قـد دعـا هـذا إلـى زيـادة سرعـة السفينـة بدرجـة كبيـرة و إطـلاق العنـان لهـا بعـد أن تأكـد لطاقمهـا جدارتهـا فـي خـوض البحـر خـلال الـ 500 ميـل السابقـة

: :

أمـا قبطـان السفينـة " كابتـن إدوارد سميث" و البـالغ مـن العمـر 62 عامـاً فقـد كـان أسعـد مـن عليهـا؛ فهـذه الرحلة الأخيـرة لـه و التـي يختتـم بهـا ما يزيـد علـى 30 عامـاً مـن الإبحـار فـي أعالـي البحـار، و الـذي شهـد لـه الكثيـرون خـلال هـذه الفتـرة بالنجـاح و المهـارة الفائقـة





رسائـل الإنـذار:



و فـي 14 إبريـل 1912 و هـو اليـوم الخامـس مـن رحـلة تايتــانيـك بـدأت المخاطـر تتربـص بالسفينـة العمـلاقة و مـن عليها مـن سـادة القـوم ...
فمنـذ ظهيـرة ذلك اليـوم حتـى أخـره، تلقـت حجـرة اللاسلكـي بالسفينـة رسائـل عديـدة مـن بعـض السفـن المـارة بالمحيـط و مـن وحـدات الحـرس البحـري تشيـر إلـى إقتـراب السفينـة مـن الدخـول فـي منطقـة ميـاه جليديـة مقابـلة للساحـل الشرقـي لكنـدا

و على الرغـم مـن هـذه الرسـائل العديـدة التي تلقتهـا السفينـة، لـم يبـد أحـد مـن طاقمهـا و على الأخـص كابتـن سميث أي إهتمـام حتـى أن عامـل اللاسلكـي قـد تلقـى بعـض الرسـائل و لـم يقـم بإبلاغهـا إلـى طاقـم السفينـة لعدم إكتراثـهم بهـا ...

فـعلاوة علـى إعتقادهـم مـن خبرتهـم السابقـة بنُـدرة تكـوُن الجليـد فـي هـذه المنطقـة مـن المحيـط فـي شهـر أبريـل، فقـد كانـوا جميعـاً على ثقـة بالغـة بسفينتهم العملاقـة تايتــانـك، فقـد كانـت تبـدو لهـم أكبـر و أكبـر من أن يعتـرض شيئـاً طريقهـا .. .
فما بالـهم يعبئـون ببعـض قطـع مـن الجليـد ؟
خاصـة أن المحيـط هـذا اليـوم كـان هادئـاً تمامـاً كالبسـاط الممتـد، كمـا كـان الجـو بـارداً و لكنـه كـان مشمساً فـي معظـم الوقـت فماذا يمكن أن يهددهم أو يعتـرض طريقـهم ؟؟؟





اللحظــات الأخيــرة مـن حيـاة تايتــانيـك:






بعـد حلـول الظـلام و بالتحديـد فـي الساعـة التاسعـة مسـاءاً مـن نفـس هـذا اليـوم بـدأت درجـة الحـرارة فـي الإنخفـاض بشكل ملحـوظ، ممـا جعـل كابتـن سميث يـدرك أن السفينة تقتـرب - بالفعـل - مـن منطقـة جليديـة لكنـه - على الرغم مـن ذلك - لـم يبـد إهتمامـا كبيـراً لهـذا الأمـر فكـل مـا قـام بـه هـو إعطـاء الأوامـر بتفقـد خزانـات
الميـاه؛ خوفـاً مـن أن تكـون الميـاه قـد تجمـدت بهـا، كمـا بلـغ مراقـب السفينـة فريدريـك فليـت بتشديد الرقابـة و الإبـلاغ عـن أي كتـل ثلجيـة ضخمـة قـد تتـراءى لـه
ثـم دخـل كابتـن سميث حجرتـه لينـام !!!

و فـي الحقيقـة أن كابتـن سميث - رغـم خبرتـه الطويـلة - قـد وقـع فـي خطأ كبير بهـذا التصـرف ربما لثقتـه البالغـة
بسفينتـه العملاقـة و خبرتته الطويلـة، فهو لـم يفكـر إطـلاقاً فـي إنقـاص سرعـة السفينـة حـيث كـانت تنطلـق فـي هـذا اليـوم بأقصـى سرعتهـا، كـذلك نسـي كابتـن سميث أن كتـل الجليـد الضخمـة قـد تفاجـئ سفينتـه فـي
لحظـات، فقـد كانت الرؤيـة فـي هـذه الليـلة غيـر قمريـة غايـة فـي الصعـوبة، حتـى أن الأفـق لـم يكـن واضحـاً علـى الإطلاق






رؤيــة أخــرى عـن غــرق السفيــنة:





الجبـل الجليــدي الـذي إصطـدم بالتايتــانيـك




يـرى خبـراء الغـرب أنـه على الرغـم مـن غـرق تايتـانيـك بهـذه الصـورة المفاجئـة و فـي أولـى رحـلاتها، إلا إنهـا لا تـزال مـن آمـن السفن التـي عرفتهـا البشريـة - ليـس فقـط مـن حيـث الفتـرة التـي بنيـت فيهـا السفينـة - بـل و حتى اليـوم

و أن السـبب الرئيـسي لغـرق السفينـة يكمـن فـي كيفيـة وقـوع الإصطـدام ، حـيث إصطدمـت السفينـة بجبـل الجليدي الـذي فاجأهـا و هـي تسيـر بأقصـى سرعتهـا ..
فلـم يسبـق أن شهدت بحـار العالـم مثـل هـذا الحـادث و بنفـس الكيفيـة التـي تـم بهـا...

: :

: :

السـبب الحقيقـي لغـرق السفينـة " تايتـانيـك" - لقـد فـات على خبـراء الغـرب تفسيـر الحادث من منطـلق آخــر - و هـو أنـه لا يمكـن لأحـد مـن البشـر أن يتحـدى قـدرة الخــالق ...

فلنــرى إلـى ما يقولـه أحـد موظفـي شركـة وايت ستار ( المصنعة للسفينة) فـي 31 مايـو عـام 1911

"Not even God himself could sink this ship."

و ترجمتهـا حرفيـاً ( حتـى الله نفسـه لا يستطيـع إغـراق هـذه السفينـة )

لقـد تحـدت هـذه السفينـة قـدرة الله أو هكذا أرادوا لها مـن صنعوهـا ..
و إنطلقـت باسـم المـارد ..
و لكـن الله بقدرتـه التـي لا حـدود لهـا أغرقهـا بمجـرد إصطـدام بسيـط فـي أحـد جوانبهـا







السفيــنة بعـد رقـودها فـي أعمــاق المحيـط