-جحا والقاضى
كان جحا ذات يوم يتسوق
فجاء رجل من الخلف وضربه كفا على خده
فالتفت إليه جحا وأراد أن يتعارك معه
ولكن الرجل اعتذر بشدة قائلا: إني آسف يا سيدي فقد ظننتك فلانا
فلم يقبل جحا هذا العذر وأصر على محاكمته
ولما علا الصياح بينهما اقترح الناس أن يذهبا إلى القاضي ليحكم بينهما،
فذهبا إلى القاضي،
وصادف أن ذلك القاضي يكون قريب الجاني
ولما سمع القاضي القصة غمز لقريبه بعينه
( يعني لا تقلق فسأخلصك من هذه الورطة )
ثم أصدر القاضي حكمه بأن يدفع الرجل لجحا مبلغ 20 دينارا عقوبة على ضربه
فقال الرجل : ولكن يا سيدي القاضي ليس معي شيئا الآن
فقال القاضي وهو يغمز له أذهب واحضرها حالا وسينتظرك جحا عندي حتى تحضرها،
فذهب الرجل وجلس جحا في مجلس القاضي ينتظر غريمه يحضر المال
ولكن طال الإنتظار ومرت الساعات ولم يحضر الرجل
ففهم جحا الخدعة خصوصا أنه كان يبحث عن تفسيرا لإحدى الغمزات التي وجهها القاضي لغريمه
فماذا فعل جحا؟
قام وتوجه إلى القاضي وصفعه على خده صفعة طارت منها عمامته
وقال له : إذا أحضر غريمي الـ20 دينارا فخذها لك حلالا طيبا ، وانصرف جحا
-جحا واليهودى
*كان حجا أكثر من اليهودي مكراً ... *
كان من عادة حجا أن يدعوا الله كل مساء و يطلب أن يعطية ألف دينار ذهباً و أنه لا يقبلها إذا كانت تسعمائة ة تسعاً و تسعين , و كان له جار يهودي يسمع كل يوم هذا الدعاء فأراد أن يسخر من حجا و يضحك عليه ,فأخذ تسعمائة ة تسعاً و تسعين ديناراً ذهباً ووضعها في كيس ولما كان المساء وسمع حجا كا عادتة يدعو الله رمي إليه بالكيس من النافذة مفتوحة وراح ينظر ماذا يفعل حجا .
إنه لامر مدهش حقاً ... فجأة يجد أمامه كيساً مملوء بالدنانير ... لقد شكر ربه وحمل الكيس بكل خشوع ووقار و أخذ يعد مابه من دنانير فوجده ماكان يدعو به ربه إلا ديناراً واحداً فلم يحفل بالدينا الناقص ولم يهتم بنقصه وقال في نفسه :
إن الله الذي أعطاه تسعمائة ة تسعاً و تسعين ديناراً قادر على ان يعطيه الدينار الناقص وثم أخذ الكيس و خبأه .. فلما رأى اليهودي منه ذلك أسرع إلى دار حجا ضاحكاً و قال له :
رد لي د نانيري فقد أرت مداعبتك و التسليه عنك
فقال حجا وعلامات و الدهشة والأستغراب تملأ عنك
إي دنانير تريدها مني فهل سبق لك ان سلفتني شيئاً ؟
قال اليهودي
وقد فارقضه ضحكته ورحف الخوف عينه يا سيدي يا سيدي حجا !! ان إن الدنانير التي بالكيس هي دينانيري .. دينانيري !! وقد ألقيتها لك من النافذه
قال حجا : وقد علا الجد نبرة صوته انت بلا شك مجنون .. فما سمعنا يوماً ان يهودياً يخاطر بكل هذا المبلغ و يرمى به من النافذه , أنني دعوت الله وهو سبحانه أعطاني من خزائنه الواسعة
وهكذا أستمر النقاش بينهما وحجا لا يريد ان يتزحر عن قوله وهنا أدرك اليهودي انه قد وقع في شرك .. و أن لابد للقاضي أن يحسم هذا الخلاف فقال لحجا وهو يكاد ان يموت غيظاً و خوفاً
إذن فلنذهب إلى المحكمة !
قال له حجا :
كما تريد ولكنني رجل كبير في سن لا أستطيع الذهاب إلى المحكمة لانها بعيدة و الطقس بارد و ليس عندي من الثياب ما يرد على شدة البرد
فقال اليهودي على الفور :
أنا آتيك بحصان و فروة .
وهكذا سار اليهودي على رجليه وركب حجا و أرتدى الفروة وذهبا إلى المحكمة ودخلا على القاضي .
لم يكاد اليهودي يدخل على القاضي حتى بدأ يروي قصتة باكياً شاكياً من ألاعيب حجا و سطوته على ماله حتى أنتهى من حديثه قال القاضي لحجا :
و أنت ماذا تقول ..؟
و قال حجا سله ياسيدي القاضي .. إن كان قد أعطاني في يوم من الأيام درهماً بيده لقد جاء يسكوني لانه سمعني أعد دناريري و الحقيقة أنني طلب الله المال وهو سبحانه الكريم قادر أعطاني ما طلبت .. وما هذا اليهودي فمعروف عنه ؟ أنه لو رأى شخصاً يموت جوعاً لما جاد عليه بقطعة من الخبز فكيف يصدق أحد أن انه يعطي كل هذا المال وإنما هوا يريد ان ينكر على مالي ويأخذ مني ولو أستطاع أن يدعي ان حصاني الموجود في الخارج حصانه لما تأخر ولفعلها
وهنا دهش اليهودي من هذا القصة الجديدة وخاف ان يلحق الحصان بالمال فقال صارخاً
هل هو حصانك أيضا !!!؟ و قد حيئت به لتركبه لأنك أدعيت انك شيخ عجوز لا تقدر على المشي إلى المحكمة !؟ .
قال حجا
العدل يا حضرة القاضي هاهو يريد أن يجعل الحصان له إيضاً , أنني لست آمنا على كل ما أملكه ولا حتى على ما أرتديه من ملابس ولعله يقول ان هذه الفروة التي ألبسها هي له أيضاً ؟
فارتبك اليهودي وغرق في حيرته فقال :
أو ليست هذه الفروة فروتي إيضاً ؟!؟!؟
هنا نهض القاضي ووضخ حدا لهذا الخلاف بين حجا و اليهودي وقال لليهودي :
أخرج من هنا لقد ظهر خداعك و بطلان قضيتك .. أنت تريد ان تسلب حجا كل ما يملك .
فخرج اليهودي وهو يلطم خديه و يبكي .. لم يضع ماله فحسب بل و ضاعت عليه فروته و حصانه أيضاً .. أما حجا فقد ركب الحصان وعاد إلى بيته ضاحكاً و مطمئناً .. ولما وصل داره أرسل يطلب اليهودي وعندما جاء اليهودي متسوسلاً منكسراً أعطاه حجا دنانيره و حصانه و فروته وطلب منه ان لا يتدخل بعد اليوم بين مخلوق و خالقه فكان درس لليهودي أكبر من كل درس .
-جحا والسائل
كان جحا في الطابق العلوي من منزله ، فطرق بابه أحد الأشخاص ، فأطل من الشباك فرأى رجلا ، فقال : ماذا تريد ؟
قال : انزل الى تحت لأكلمك ، فنزل جحا
فقال الرجل : انا فقير الحال اريد حسنة يا سيدي . فاغتاظ جحا منه ولكنه كتم غيظه وقال له : اتبعني .ـ
وصعد جحا الى أعلى البيت والرجل يتـبعه ، فلما وصلا الى الطابق العلوي التفت الى السائل وقال له : الله يعطيك
فاجابه الفقير : ولماذا لم تقل لي ذلك ونحن تحت ؟
فقال جحا : وانت لماذا انزلتني ولم تقل لي وانا فوق ؟
-قصة جحا والبيضه
ذات صباح قام جحا،
وهو حكيم كبير طالما تظاهر بالجنون بلف بيضة في منديل، وذهب إلى وسط ميدان يقع في
مدينته، ثم قال موجها كلامه للمارة:
ـ ستقام اليوم مسابقة مهمة فمن يكتشف الذي
في داخل هذا المنديل، سيحصل على مافي داخله كجائزة له!
نظر الحاضرون بعضهم إلى بعض في حيرة
وتساءلوا:
ـ كيف لنا أن نعلم ذلك، فليس أحدنا بمنجم
أو عراف!
وواصل جحا حديثه في إصرار قائلا:
ـ ما بداخل المنديل له قلب أصفر بلون صفار
البيض، ويحيط به سائل كلون بياض
البيض الذي بدوره يوجد في داخل قشرة يمكن تحطيمها
بسهولة، وهو رمز
للخصوبة، ويذكرنا بالعصافير التي تطير باتجاه أعشاشها. والآن من
يستطيع إخباري بما أخفيه؟!
فكر الحاضرون بأن جحا يمسك ببيضة بين يديه،
ولكن جلاء الإجابة حال دون أن يُعرض أحدهم نفسه للخجل أمام الآخرين.
وماذا لو لم تكن بيضة؟ وكانت شيئا آخر ذا
أهمية بالغة، نتاج الخيال الخصب للحكماء؟ فالنوة صفراء اللون والسائل المحيط بها
لربما يكون مستحضرا كيميائيا... إنه هذا المجنون يريد أن يصبح أحدهم مثارا للسخرية!
قام جحا بإلقاء السؤال عليهم مرتين متتالين،
وأيضا لم يرد أحد.. عندئذ فتح هو المنديل بنفسه، وأظهر البيضة للجميع قائلا:
ـ كان جميعكم يعرف الإجابة، ولكن أيا منكم
لم يجرؤ على التعبير عن ذلك بالكلمات.
فهكذا هي حياة من لايملك القدرة على
المخاطرة، إن الحلول قد منحنا الله إياها
بكل كرم من عنده، ولكن أولئك الذين
اعتادوا البحث عن حلول أكثر تعقيدا ينتهي
بهم الحال دون فعل أي شيء