تعرّف على المخلوقات النورانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمور الغيبية عالم واسع غيبي عنا لا نعلم منه شيئاً إلاّ ما أطلعنا الله عليه في القرآن الكريم
أو ما أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم ـ وسأُعرفكم في هذه السطور على خلق من المخلوقات
النورانية الغيبية التي لا يعلمها إلاّ الله ، ولا يتم إيمان المرء إلاّ بالإيمان بها ..
إنهــــا الملائكة
نتعرف على : صفاتهم الخَلقية / عددهم ووظائفهم / كيفية الإيمان بهم /علاقتهم بالله /
علاقتهم بالناس / أثر الإيمان بهم في حياة المؤمن .
نبدأ على بركة الله ..
صفاتهم الخَلقية
الملائكة مخلوقات نورانية ليس لها جسم يدرك الحواس الإنسانية ، فهم ليس كالبشر : لايأكلون
ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون ، مطهرون من الشهوات ومنزهون عن الآثام والخطايا
ولا يتصفون بشيء من الصفات المادية التي يتصف بها ابن آدم ، لكن لهم القدرة على أن يتمثلوا
في صورة بشر بإذن الله ، فهم يأتون إلى الناس في صورة بشر لأن الإنسان لا يحتمل رؤية
الملك على صورته وهيئته الحقيقية فهذا من رحمة الله بنا ، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يرى جبريل على صورته الحقيقية إلاّ مرتين :
1 - عندما انقطع الوحي عن الرسول فترة من الزمان .
2- عند سدرة المنتهى عندما عُرج بالرسول .
أيضاً هناك عدة حوادث تدل على أن الملائكة تتمثل في صورة بشر، كما جاء جبريل إلى مريم
في صورة قال تعالى : ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا فاتخذت من
دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا)
أيضاً جبريل حينما جاء يعلم الصحابه معنى الإسلام والإيمان والإحسان وأشراط الساعة .. فقد
جاء على هيئة رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر.
كذلك ضيوف إبراهيم عليه السلام فقد جاءوا على هيئة بشر .
ومن صفاتهم كذلك أنهم أصحاب أجنحة قال تعالى : ( الحمدلله فاطر السموات والأرض
جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل
شيء قدير ) ، يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح ، وذلك عندما
انقطع الوحي عنه فترة ثم عاد رأى جبريل وقد سد الأفق.
أيضاً هم يمتازون بالقوة يُذكر أن الله عندما أمر جبريل أن يُعذب قوم لوط أنه رفع قريتهم
بطرف جناحه >> هذه قوة مَلك من الملائكة فكيف بقوة خالق المَلك سبحانه .
عددهم ووظائفهم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع
إلاّ وعليه ملك ساجد ) ، أيضاً في حديث المعراج يقول صلى الله عليه وسلم : ( فرفع لي البيت
المعمور ، فسألت جبريل فقال : هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك )
إذاً هم كثير لا يحصي عددهم إلاّ الله قال تعالى : ( وما يعلم جنود ربك إلاّ هو ) ، وهؤلاء
الملائكة منهم من ورد ذكره في القرآن أو السنة ومنهم من لم يرد ذكره، فمن الذين ورد ذكرهم :
جبريل >>>> وهو الموكل بالوحي
ميكائيل >>>> وهو الموكل بإنزال المطر من السماء
إسرافيل >>>> وهو الموكل بالنفخ في الصور
مـــالـك >>>> وهو خازن النــار ( رئيس الخزنة)
ملك الموت >>> الموكل بقبض الأرواح ولم يصرح في القرآن باسمه
ولا في الأحاديث الصحيحة
منكر ونكير>>> الموكلون بسؤال العبد في قبره
الزبانية >>>>> خزنة جهنم
وهناك بعض وظائف الملائكة التي جاءت في الكتاب والسنة ، يقول الله تعالى : ( وإنّ عليكم
لحافظين * كراماً كاتبين ) >> الكرام الكاتبين .وهم الموكلون بحفظ عمل العبد ويسمون
الحفظة ، ملك عن اليمين يكتب الحسنات وملك عن الشمال يكتب السيئات وهم رقيب وعتيد
قال تعالى : ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب
عتيد) .
أيضاً هناك الموكلون بحفظ العبد في جميع أحواله وهم المعقبات قال تعالى : ( له معقبات من بين
يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) إذاً فالإنسان بين أربعة ملائكة ولو استشعر أن هؤلاء
الملائكة معه يُلازمونه في كل مكان لاستحى أن يعصي الله سبحانه ..